
قال تعالى: {إنما المؤمنون إخوة} [الحجرات: 10]
وقال أيضا سبحانه: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ إلى آخر الآية [التوبة:71].
وجعل من علامات كمال الإيمان أن يحب المسلم لأخيه
ما يحبه لنفسه فقال صلى الله عليه وسلم: “لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه”.(البخاري).
وعن أَبي هريرة : أَنَّ رسول اللَّه ﷺ قَالَ: حقُّ الْمُسْلمِ عَلَى الْمُسْلِمِ خمسٌ: رَدُّ السَّلامِ، وَعِيَادَةُ الْمرِيضِ، واتِّبَاعُ الْجنَائِزِ، وإِجابة الدَّعوةِ، وتَشمِيت العَاطِسِ مُتَّفَقٌ عليه.
وفي روايةٍ لمسلمٍ: حقّ الْمُسْلمِ سِتٌّ: إِذا لقِيتَهُ فسلِّمْ عليْهِ، وإِذَا دَعاكَ فَأَجِبْهُ، وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْ لهُ، وإِذا عطس فحمِد اللَّه فَشَمِّتْهُ، وَإِذَا مرِضَ فَعُدْهُ، وَإِذَا ماتَ فاتْبعهُ.
ما حكم لمن تعمد أذية المسلم بأي نوع أو شكل من أشكال الأذية القولية أو الفعلية، قال الله تعالى: {والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنـات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتـانا وإثما مبينا}
ولأن أذية المؤمنين سبب من أسباب سخط الله تعالى وغضبه، فقد صعد عليه الصلاة والسلام المنبر فنادى بصوت رفيع فقال: “يا معشر من أسلم بلسانه ولم يفض الإيمان إلى قلبه، لا تؤذوا المسلمين، ولا تعيروهم، ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله”. (الترمذي).
وإذا كان الأذى بغير حق محرما في شريعتنا، فإن جرم الأذى يزداد إثما حينما يتجه إلى أحد من الجيران، أو يتوجه لأحد من الصالحين، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره”(البخاري)، ويقول عليه الصلاة والسلام: “لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه”(مسلم)، والبوائق هي الشرور.
الأذية ظلم:
إن إيقاع الأذى بالمسلمين نوع من الظلم، والظلم كله حرام.
وليتذكر من أوقع على المسلمين ظلما أن معهم سلاحا بتارا، قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: “واتق دعوة المظلوم، فإنه ليس بينها وبين الله حجاب”(مسلم). فيا من تجرأت على أذية المسلمين بغير حق تب وأقلع، كف عن أذية المسلمين قبل أن يقضى بينك وبينهم يوم لا ينفع مال ولا بنون، فعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “أتدرون ما المفلس؟”، قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال: “إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وقيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا أو ضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه فطرح في النار”(مسلم).
كف الأذى سبب من أسباب دخول الجنة:
واعلموا عباد الله أن كف الأذى عن المسلمين وعن طرقاتهم، موجب من موجبات دخول الجنة؛ عن أبي هُرَيْرَةَ قال: قال رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((مرَّ رجلٌ بغصن شجرةٍ على ظهر طريقٍ، فقال: والله لأُنَحِّيَنَّ هذا عن المسلمين لا يؤذيهم، فأُدخِلَ الجنَّة)).
احذروا من أذية إخوانكم بأي نوع من أنواع الأذى أو صورة من صور الإضرار، فذلكم وقوع في شر عظيم، فرسولنا صلى الله عليه وسلم يقول: “من آذى المسلمين في طرقهم وجبت عليه لعنتهم”.، ولما قيل له: يا رسول الله، إن فلانة تصلي الليل وتصوم النهار وتؤذي جيرانها بلسانها، قال: “لا خير فيها، هي في النار”.
يقول يحيى بن معاذ: “ليكن حظُّ المؤمن منكَ ثلاثة: إن لم تنفعه فلا تضرُّه، وإن لم تُفرِحهُ فلا تغُمُّه، وإن لم تمدحه فلا تذُمُّه”.
عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((المُسلِمُ مَن سَلِمَ المسلمون مِن لسانه ويده، والمُهاجِرُ مَن هجَرَ ما نهى الله عنه))؛ متفق عليه.
وعن أبي هريرة قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّه ﷺ: لا تَحاسدُوا، وَلا تناجشُوا، وَلا تَباغَضُوا، وَلا تَدابرُوا، وَلا يبِعْ بعْضُكُمْ عَلَى بيْعِ بعْضٍ، وكُونُوا عِبادَ اللَّه إِخْوانًا، المُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِم: لا يَظلِمُه، وَلا يَحْقِرُهُ، وَلا يَخْذُلُهُ، التَّقْوَى هَاهُنا ويُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلاثَ مرَّاتٍ بِحسْبِ امرئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِر أَخاهُ المُسْلِمَ، كُلّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حرامٌ: دمُهُ، ومالُهُ، وعِرْضُهُ رواه مسلم.


yahye Ahmed Mohamed