فضائل العشر الأواخر من رمضان

Close-up of dried dates and lantern symbolizing Ramadan traditions. Ideal for festive themes.
Smiling boy holding gold balloons celebrating 10th birthday in a sunny field in Costa Rica.

ومن أظهر فضائل العشر الأواخر من رمضان وخصائصها:

أ- اجتهاد النبي صلى الله عليه وسلم فيها فوق ما كان يجتهد في غيرها؛ كما روى مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر، ما لا يجتهد في غيره))[2]، ومن ذلك أنه كان يحيي الليل فيها؛ كما في حديث عائشة رضي الله عنها قالت: ((كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله))[3]،ويحتمل أن المراد إحياء الليل كله، ويحتمل أن يراد بإحياء الليل إحياء غالبه؛ وفي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها، قالت: ((وما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قام ليلةً حتى الصباح))[4].

ب- الاعتكاف في المسجد تفرغًا لعبادة ربه وتحريًا لليلة القدر، فالاعتكاف في رمضان سنة فعلية، فعلها النبي صلى الله عليه وسلم في حياته، واعتكف أزواجه من بعده، وحكى أهل العلم الإجماع على أنه مسنون، وينبغي أن يكون الاعتكاف على الوجه المشروع، وهو أن يلزم مسجدًا لطاعة الله سبحانه؛ بحيث يتفرغ من أعمال الدنيا إلى طاعة الله تعالى.

ج- ومن فضائل هذه العشر وخصائصها ومزاياها أن فيها ليلة القدر، التي خصها الله تعالى بخصائص[5]؛ منها:
1– أنه أنزل فيها القرآن، ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ﴾ [القدر: 1].
2– ووصفها بأنها خير من ألف شهر في قوله تعالى: ﴿ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ﴾ [القدر: 3].
3– ووصفها بأنها مباركة في قوله: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ ﴾ [الدخان: 3].
4– وأنها تنزل فيها الملائكة والروح؛ أي: يكثر تنزل الملائكة في هذه الليلة لكثرة بركتها، والملائكة يتنزلون مع تنزل البركة والرحمة كما يتنزلون عند تلاوة القرآن، ويحيطون بحلق الذكر، والروح هو جبريل عليه السلام خصه بالذكر لشرفه.
5– ووصفها بأنها سلام؛ أي: سالمة لا يستطيع الشيطان أن يعمل فيها سوءًا أو أذًى، وفيها السلامة من العقاب والعذاب بما يقوم به العبد من طاعة الله عز وجل.

6– ﴿ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ﴾ [الدخان: 4]؛ أي: يفصل من اللوح المحفوظ إلى الكتبة أمر السَّنَةِ، وما يكون فيها من الآجال والأرزاق، وما يكون فيها إلى آخرها.
7– وأن الله تعالى يغفر لمن قامها إيمانًا واحتسابًا ما تقدم من ذنبه.
كما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غُفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا، غُفر له ما تقدم من ذنبه))[6]، وليلة القدر في العشر الأواخر كما في حديث عائشة وحديث ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان))[7]، وهذا لفظ حديث عائشة، وفي أوتار العشر آكد؛ لحديث عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان))[8].
وأرجاها السبع الأواخر؛ كما جاء في حديث ابن عمر: ((أن رجالًا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، أُروا ليلة القدر في المنام في السبع الأواخر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر، فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر))[9]. 
ولمسلم: ((التمسوها في العشر الأواخر؛ يعني: ليلة القدر، فإن ضعف أحدكم، أو عجز، فلا يغلبن على السبع البواقي))[10]،وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((التمسوها في العشر الأواخر من رمضان، في تاسعة تبقى، في سابعة تبقى، في خامسة تبقى))[11]؛ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ﴾ [القدر: 1 – 5].
د- الدعاء وإذا كان دعاء ليلة القدر مقبولا مسموعا مستجابا فعلى العبد أن يكثر من الدعاء والتضرع وسؤال خير الدنيا والآخرة، وقد سألت عائشة رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، أرأيتَ إن وافقتُ ليلة القدر، ما أقول فيها؟ قال: (قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني) رواه أحمد وغيره.

Close-up of dried dates and lantern symbolizing Ramadan traditions. Ideal for festive themes.

Yahye Ahmed Mohamed

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back To Top